(¯`·._.·( أقرأ وكفكف دموعك وتعرف عليها )·._.·°¯)
--------------------------------------------------------------------------------
حياكم الله ...
قصيـــده في قمة الروعه عن سيده ذكرها رسولنا الكريم وقال عنها
عليه أفضل الصلاة والسلام :-
( لقد تابت توبةً لو تابها أهل المدينة لقُبل منهم)
جاءت إليه و نار الجوف تستعرُ
*** و دمعة العين لا تنفكّ تنهمرُ
جاءت إليه تجرّ الهمّ مخبتةً
*** كأنها أشعث أضنى به السفرُ
فراشها السهد ، و الأحزان كسوتها
*** و البؤس يعصر قلبا كاد ينفطرُ
جاءت إليه و موج الغمّ ملتطمٌ ***
والنفس لهفى ، وحبل السعد منبترُ
جاءت إلى الرحمة المسداة في لهفٍ
*** في ساحة ا لأمن.. لا ذلٌ ولا خطرُ
الحدُّ يُدرءُ . . و الأحكام عادلةٌ
*** والذنب مغتفرٌ ، و العرض مختفرُ
تقدمت و الضمير الحيُّ يشحذها
*** لجنّةٍ نحوها الأرواح تبتدرُ
واستجمعت تفضح الأسرار في أسفٍ
*** لعلّها في مقام العرض تستترُ
وهج الفضيحة أمرٌ يستهان به
*** فحرقة الجوف لا تبقي و لاتذرُ
فأقبلت و رسول الله في حِلَقٍ
*** من صحبه و فؤاد الدهر مفتخرُ
كأنه الشمسُ . . أو كالبدر مزدهرا
*** أستغفر الله.. ماذا الشمس و القمرُ؟!
فأفصحت – يالهول الخطب- وانفجرت
*** و طالما هدّها الإطراق و الفكرُ
قالت له : يا رسول الله معذرةً
*** ينوء ظهري بذنبٍ كيف يُغتفرُ!!
فجال عنها و أغضى عن مقالتها
*** و للتمعّر في تقطيبه أثرُ
واسترسلت يا أجلّ الخلق قاطبةً
*** يا أرحم الناس طُرّا: غرّني الغررُ
فجال عنها و أغضى عن مقالتها
*** رحمى..وللعفو في إعراضه صورُ
قالت وللصدق في إقرارها شجنٌ
*** والصمت يطبق والأحداث تُختصرُ
أصبت حدّاً فطهّر مهجةً فنيت
*** وشاهدي في الحشا، إن كُذب الخبرُ
دعني أجود بنفس لا قرار لها
*** فالنفس مذ ذاك لا تنفك يحتظرُ
حرارة الذنب في الوجدان لاعجةٌ
*** إني إلى الله جئت اليوم أعتذرُ
فقال عودي.. وكوني للجنين تُقى
*** فللجنين حقوقٌ مالها وزرُ
فاسترجعت وانثنت شعثاء شاردةً
*** فهل لها فوق نار الوزر مُصطبرُ؟!
ما أودعت سجن سجّانٍ و كافلها
*** تقوى الإله . . فلا سوطٌ و لا أَسرُ
تغصّ في كل ليل حالك قلقا
*** و عندها سامراها : الهمُّ و السهرُ!!
واغتالها غائل الإشفاق من سقرٍ
*** سبحان ربي. . وما أدراك ما سقرُ!!
لم تنتظر قرّة ً للعين أو سندا
*** و إنما هو حتف الروح تنتظرُ
لكل ميلاد أنثى فرحةٌ و رضا
*** و ما لميلادها سعدٌ و لا بِشَرُ!!
حتى إذا حان حينٌ و انقضى أجلٌ
*** و قد تقرح منها الخدّ والبصرُ
حلّ المخاض فهاجت كلّ هائجةٍ
*** مثل الأسير انتشى و القيدُ ينكسرُ
طوت عليه لفاف البين وانطلقت
*** فروحها للقاء الطهر تستعرُ
أمٌّ تغشّى حياض الموت مشفقةً
*** إذا اعترى المذنبين الأمن والخدرُ
و أقبلت .. يارسول الله : ذا أجلي
*** طال العناء و كسري ليس ينجبرُ
فقال قولة إشفاقٍ و مرحمةٍ
*** و القلب منكسرٌ ، و الدمع ينهمرُ
غذّي الوليد إلى سنّ الفطام فقد
*** جرت له بالحقوق الآيُ و السورُ
فاسترجعت ، ولها آهات محتسبٍ
*** بمهجةٍ غيّرت و جدانها الغِيَرُ
ومرّ عامٌ .. وفي إصرارها جلدٌ..
*** ومرّ عامٌ .. فلا ضعفٌ و لا خورُ
الله أكبر . . والأذكار سلوتها
*** والبرّ يشهدُ و الإخبات و السحرُ
حتى إذا ما انقضت أيام محنتها
*** تكاد لولا عرى الإيمان تنتحرُ
جاءت به ورغيف الخبز في يده
*** وليس يعلم ما الدنيا و ما القدرُ !!
وليس يدرك ما تفشيه لقمته
*** و الشمل عمّا قريبٍ سوف ينتثرُ
يلهو.. و لم تبلغ الأحداث مسمعه
*** جهلاً. . وعن مثله يُستكتم الخبرُ
قالت: فديت رسول الله ذا أجلي
*** قد ملّني الصبر،والعقبى لمن صبروا
فقال: من يكفل المولود من سعةٍ
*** أنا الرفيق له.. يا سعد من ظفروا!!
فاستله صاحب الأنصار في فرحٍ
*** وحاز أفضل فوزٍ حازه بشرُ
كأنما الروح من وجدانها انتسلت
*** يا للأمومة . . و الآهات تنفجرُ
وكفكفت دمعةً حرّى مودِّعةً
*** و للأسى صورةٌ من خلفها صورُ
حتى إذا ما انطوى عن ظهرها ألقٌ
*** واستسلمت لقضاء زفّه القدرُ
شدوّا عليها رداء الستر واحتُفرت
*** الله أكبر. . ماذا ضمّت الحفرُ
الحكم لله فردٍ لا شريك له
*** ما أنزل الله . . لا ما أحدث البشرُ
وفي الحدود نقاء النفس من لممٍ
*** وفي الحدود حياة الناس فاعتبروا..
وشذّرتها شظى الأحجار فالتجأت
*** و في تألمها عتقٌ و مطّهرُ..
فالعين مسملةٌ .. و الخدّ منهشم
*** و الشعر في جندل الأحداث منتثرُ
لو أن للصخر قلبا لانشوى ألما
*** و قد ينوء بأثقال الأسى الحجرُ
أو أن للطفل عين -والدماء سدى-
*** ماذا عسى أن يقول الطفل يا بشرُ؟!
هناك- والجسد الذاوي يفوح شذى-
*** لم يبق إلاّ جمال الطهر والظفرُ
واستبشرت بعبير التوب واغتسلت
*** كما ينقي صلاد الصخرة المطر
وقال فيها رسول الخير قولته:
*** تابت و توبتها للناس معتبر
لو وزّعت بين أهل النخل قاطبةً
*** كانت لهم دون بأس الله مُدّثر
قام النبي وصفّ الصحب في أثرٍ
*** فيهم أبو بكرٍ الصدّيق و العمرُ
صلى وصلّوا وضجوا بالدعاء لها
*** و دعوة المصطفى للعبد مُدّخر
في ذمة الله يا من فاح مرقدها
*** عطرا، وطبتِ وطاب القبر و المدر
بيّنتِ حكما، و كنتِ للتقى مثلاً
*** وفاز بالصحبة الغراء مبتدر
سارت إلى جنة الفردوس فابتسمت
*** لها الربى و النعيم الخالد النَضِر
وجنّة الخلد تجلو كل بائسةٍ
*** يحلو إليها الضنى والجوع والسهر
إن غرّها طائف الشيطان في زمنٍ
*** فلم تزل بعدها تعلو و تنتصر
هناك قصة توبٍ تزدهي مثلا
*** للتائبين و فيها البرّ و العبر ..
في كل لفتة حزنٍ نور موعظةٍ
*** أليس في سيرة الأصحاب مُدّكر
و رب ذنبٍ دعا لله صاحبه
*** إن أخلص العزم أو إن صحّت الفطر
يا من يصرّ على الآثام في صلفٍ
*** و الموت خلف جدار الغيب مستتر
الله يفرح إن تاب المسيء ..ألا
*** قوموا إلى الله و استعفوه و ابتدروا
لا تأمن العمر والأيام راكضةٌ
*** وقد يجيء بما لم تحذر القدر!!
في الدهر زجرٌ وفي الأحداث موعظةٌ
*** فما لقلبي المعنّى ليس ينزجر؟!
كم غرّ إبليس والأهواءُ من نفرٍ!!
*** وأعظم الذنبِ أنّ الذنبَ يُحتقرُ..